اللقب أهلاوي في نهائي السَّلَّة العربية

بقلم: وفيق حمدان
لم تكن مباراة الأهلي المصري والكويت الكويتي بمجرياتها لتستحق تسميتها بالمباراة النهائية، فقد كانت أجدر بذلك مواجهة الأهلي مع الاتحاد السكندري مساء الجمعة الفائت، والتي انتهت إلى تجريد الأهلي مواطنَه مضيفَ البطولة من لقبه بتغلّبه عليه (78-73) بعد تمديد الوقت عقب تعادل الفريقين (68-68).فتلك المباراة كانت مثيرة من أوّلها وإلى آخر رميةٍ فيها،حتى تمنّيتها أن لا تنتهي.
وبصراحة أقول، أنني كنت أتوقع أكثر فوز بطل الخليج باللقب، لكن ليس بناء على مشاهدتي كل مبارياته، فهذا لم يكن ممكناً بسبب المشاكل في الإنترنت، ولكن بناءً على قراءتي للأرقام التي حققها كل من طرفَيّ النهائي.
ثغرةٌ واحدة كانت تقلِقني وتمنعني من أن أركَن كليّاً إلى توقّعي فوز الكويت، لكنني لم أكن قادراً على تحديد سبب تلك الثغرة الواضحة، إذ كيف أحكم على شيء لم أرَ إلا قسماً بسيطاً منه، ولذلك كان لجوئي إلى الأرقام وملخصها بما يلي:
ومع الأخذ بعين الاعتبار أن الكويت لعب أربع مباريات في دور المجموعات مقابل ثلاث للأهلي، كان بطل الخليج الأكثر تسجيلاً بين كل الفرق الـ18 التي شاركت في البطولة بـ572 نقطة مقابل 466 للأهلي وسجلت في سلته 436 نقطة مقابل 352 في سلة الأهلي.
وعندما نراجع أرقام فوزَيّ الأهلي والكويت على فريقي بوفاريك الجزائري وبيروت اللبناني، نجد 152 نقطة للأهلي و132 نقطة في سلّته، مقابل194 للكويت و167 في سلّته. بذلك نفهم أحد أمرين: الأول هو أن الكويت أقوى في الهجوم منه في الدفاع، أو أنه غير واقعي بالموازنة بين الإثنين كما يفعل الأهلي الذي يركز كثيراً على تكثيف دفاعه، وفي هذه النقطة، تبرز أهمية الخبرة لدى المدرب واللاعبين، إضافة الى خوض الفريق الكويتي مباراة أكثر من الأهلي، ولهذا تأثير سلبي على قوة تحمّل لاعبيه.
وبالفعل، تفوّق الكويت في الربعين الأولين من اللقاء النهائي،(27-20) ثم (36-35) ،لكنه تراجع في الشوط الثالث بشكل مخيف فسجل فقط 13 نقطة واستقبلت سلّته 28 نقطة وهنا كانت الكارثة، ومسؤولية المدرب الذي لم يتدخل لوقف هذا التدهور الذي أدّى الى فارق 14 نقطة لصالح الأهلي ،وهو ما لم يستطع أن يتداركه ويعوّضه الفريق الأحمر في الربع الأخير ،فبلغ الفارق النهائي 12 نقطة في ظل تركيز لدى لاعبي الأهلي وتضعضع في معنويات لاعبي الكويت مع مرور الوقت ،واستصعابهم التعديل ، مع أن لمواجهة ظروف كهذه أساليب وتكتيكات، بدل الإنكفاء الى الخلف والبقاء معظم الوقت في نصف ملعبه – half court.
في مطلق الأحوال مبروك للأهلي لقبه العربي الأول، مع انني كنت أميل الى فوز الكويت لمنع احتكار اللقب الذي ذهب للخزانة المصرية عشر مرات حتى الان ،ومبروك حقيقية لفريق الكويت الذي هزم في طريقه إلى النهائي فرقاً كبيرة كبيروت اللبناني ،وصيف بطل نسخة 2019، والغرافة القطري والمنامة البحريني وبوفاريك الجزائي والزهراء التونسي. ومبروك له ايضا أن اْثنين من لاعبيه فازا بجائزتين على المستوى الفردي من اصل ثماني جوائز وُزِّعت. فقائده حسين عبد الرحمن إختير أفضل لاعب إرتكاز ،وزميله ألكسندر خالد مُنِحَ جائزة أفضل مسجل رميات ثلاثية.
وكلمةِ حقٍّ تُقال ،لابد من الاشارة هنا الى أن تنظيم بطولة بهذا الحجم بين ثمانية عشر فريقاً ،هو إنجاز يُحسب للجنة المنظمه وللإتحاد العربي لكرة السلّة،وخصوصا لرئيسه اللواء إسماعيل القرقاوي ونائبه عبد الرحمن المسعد والأمين العام عبد الله شلبي. لكن الكمال لله وحده .فمقابل النجاح التنظيمي والفني، كانت هناك ثغرة واضحة في أداء اللجنة الاعلامية التي شكّلت لائحةً بأسماء الإعلاميين المُعتمَدين على “الواتساب”، لكنها ، وبأسلوب مُستَهجَن ،منعت عليهم حق التواصل معها، فكانوا في موقع المتلقي فقط ،ولم يكونوا قادرين على الاستفسار عن أي معلومة أو على طلب أي وثيقة قصرت اللجنة في تزويدهم بها ،كنسخة عن ال “سكور شيت” الضروريهة لعملهم. حتى الحصول على رابط نقل المباراة كان غير ممكن. فلدى طلب الرابط من أحد اعضاء اللجنة، كان الوعد بإرساله كان الكلام المعسول لوعدٍ من “وعود كمّون”. وهنا كان الدور الايجابي للمسؤول عن الإعلام في الاتحاد العربي لكرة السلة الزميل محمد حمصي الذي سد بخبرته الطويلة وتعاونه المحمود والمعهود هذه الثغرة.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

العنابي القطري الى نصف النهائي لمواجهة إيران

Share this on WhatsAppاستضاف ملعب البيت مباراة الأعصاب في الدور ربع نهائي بين حامل اللقب ...