كرة القدم اللبنانية تصاب بالثكل لفقد ايقونتها المرحوم الحاج عدنان الشرقي

 

فقدت كرة القدم اللبنانية جزءاً هاماً وإرثاً وازناً من تاريخها بوفاة ورحيل ايقونتها على مر العصور الحاج عدنان الشرقي، الذي قدم للمنتخب الوطني ولنادي الانصار الكثير الكثير من خلال مسيرة حافلة وطويلة على مدى حوالي 60 عاماً ، اذ بدأ لاعباً ثم مدرباً فادارياً واعلامياً مرموقاً ، وقد برع في شتى المجالات وكثيرة هي المرات التي جمع فيها اكثر من صفة في آن، حتى انه جمع ثلاث صفات معاً (مدرباً وإدارياً امين سر واعلامياً) وقد استطاع ان يصنع قصة نجاح رائعة وجميلة مع ناديه الانصار ، بعدما اشرف على بناء كل فصولها بنفسه، واستغرق ذلك الامر منه العمل الدؤوب لسنوات عديدة لم يكن يوجد فيها نشاط كروي رسمي، فكان يحمل لاعبيه خلال أيام الحرب الأهلية ويذهب بهم الى الشمال او الجنوب او الجبل ، او يسافر بهم للخارج فيقيم لهم المعسكرات في سوريا ورومانيا او قبرص او مصر عندما تسمح الظروف، فالمهم ان يبعدهم عن خطر الحروب المتعددة والمتنقلة وما بينها ولها وعليها، وعندما اصبح هناك نشاط رسمي منتظم في اواخر ثمانينيات القرن الماضي ، سيطر ناديه على البطولات المحلية ولم يفلت منه الا بعض القاب الكؤوس، ومع كل تلك الإنجازات والنجاحات دخل ومعه ناديه الانصار ووطنه لبنان في موسوعة غينيس للأرقام القياسية، والتي كان السبب الاساس فيها الرجل العصامي الحاج عدنان الشرقي ومعه مجموعة آمنت بالمشروع وأمنت له العدة وشروط النجاح، وقد كان عقدة الحل والربط فيها الرجل العصامي الحاج عدنان الشرقي، والذي لم يكن يتقاضى راتباً بدل كل تلك الاتعاب والاعباء في ناديه لإيمانه المطلق بصوابية العمل الذي يقوم به، والذي سينال عليه الأجر والثواب عند المليك المقتدر بعد رحيله عن هذه الدنيا الفانية، وقد توفاه الباري عز وجل ولم يترك لابنه وبنته وعائلته إرثاً مادياً ولو يسيراً ، لكنه ترك لهم ما هو اغلى بكثير ولا يقدر بثمن عنينا بذلك محبة الناس الكبيرة له في لبنان والعالمين العربي والإسلامي، حيث عم الحزن والوجوم عند كل من وصله الخبر الاليم، وغص منزله بالمحبين والأصدقاء ، في الوقت الذي انهالت فيه على عائلته رسائل التعزية من لبنان والعالم، لتؤكد علو ورفعة المكانة التي احتلها عدنان الشرقي في قلوب محبيه على اختلاف اطيافهم ومشاربهم وميولهم الحزبية والطائفية، وبعدما شكل الرجل حيزاً واسعاً وجزءاً كبيراً من ذاكرتهم الرياضية ومن لعبة كرة القدم،
حاج عدنان الشرقي وداعاً ايها العصامي والمربي والمدرب والإداري والإعلامي المثقف، والذي كان حالة خاصة وفريدة وقد لا يكرره الزمن او يجود بامثاله وانداده. ونعاهدك ان لا ننساك وستبقى ذكراك حاضرة ومستمرة وشاخصة امام الأجيال المتعاقبة على الدوام ، والى جنان الخلد بإذن الله، ولا يسعنا في الختام الا ان نتقدم بخالص العزاء من عائلتك واهلك ومحبيك الكثر في لبنان والعالم (نحن منهم) راجين من المولى عز وجل ان يلهمهم الصبر والسلوان.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

العنابي القطري الى نصف النهائي لمواجهة إيران

Share this on WhatsAppاستضاف ملعب البيت مباراة الأعصاب في الدور ربع نهائي بين حامل اللقب ...